القمّة الشعرية في الهاوية الإعلامية

في الواقع أن جميع القنوات الشعرية التي شاهدتها "ولا أدري إن كنت قد شاهدت الكل أو البعض" ، تحتاج إلى إعادة نظر وتحديث للأفكار (الشعبية) ، إبتداء من منهجية القناة وأفكار برامجها وانتهاء بالإخراج وجودة التصوير والبث .

أفكار البرامج إن لم تكن غير جذابة وحديثة فإنها تقليدية "تكرر ما سبق وأن قامت به إحدى القنوات الأخرى" ، كذلك الحال مع مقدمي برامجها، لا اعتقد انه ثمّة قناة شعرية قد نجحت في تقديم مقدم برامج ناجح بدرجة عالية أو على الأقل تنطبق عليه مواصفات المقدم الأساسية من مظهر ولغة وفصاحة في النطق وجذب في القراءة أو التقديم وحسن تعامل مع كاميرات التصوير وملاءمته ثقافيا للبرنامج الذي يقدمه .

وهذا لا يلغي تلك الإجتهادات إن جاز لي التعبير بهذه المفردة ، فالزملاء في مجال الإعلام كثر وشعراء التلفاز غالبيتهم أصدقاء لنا ولكن إن مضينا على ما نحن عليه بصمت دون طرح أفكار ومقترحات فلن نتقدم في ساحة أعتقد أنها لازلت تعد في بداية مشوارها الإعلامي .


فمن ناحية الأفكار "مثلا" إنتصر برنامج شاعر المليون رغم كل الأخطاء التي كانت به ، والسبب الرئيس في ذلك هو أن الساحة لازالت خصبة ، وجاء شاعر المليون بفكرة لم تكن في الحسبان ولم تفكر بها وسيلة إعلامية أخرى ..

إذن هي الفكرة (فقط) في ساحة خصبة إعلاميا ، ولكم تقييم تقليدها في أكثر من قناة .
وقبل شاعر المليون وفي مجال الإعلام (وفي هذا القرن) لم تنجح وسيلة إعلامية في تقديم فكرة إعلامية شعرية حديثة سوى إذاعة صوت الخليج من خلال برنامج " نبض المشاعر" ، وماعدى ذلك فهو تقليدي .

ولو افترضنا تكامل الأفكار مع باقي الأساسيات الإعلامية لوصلنا إلى ما نصبو إليه .
وكوني شاعر وأحد عناصر هذه الساحة ، كان لابد لي من التركيز على انطباعات العديد من من يحملون جهاز التحكم يوميا ويتابعون التلفاز بشتى قنواته وبرامجه ، ويتذوقون الشعر لدرجة البحث عنه .

غالبيتهم يسخرون من وضع القنوات الشعرية ومن برامجها ومن طريقة عرضها للمادة الشعرية أو الثقافية ، بل إن بعضا منهم يسخر حتى من مظهر المقدم أو ارتباكه أو عدم ملاءمته للبرنامج أو الضيف الذي يقدمه ، مبتعدين كل البعد عن الإعداد والتنسيق وما شابه ..

- مقدم أي برامج لا ذنب له ، فإدارة القناة اختارته ولم تؤهله لما اختارته له .
- مبتدع أي الفكرة لا ذنب له ، فدوره محصور على تقديم الفكرة وإن شارك في التنفيذ والتنسيق فهو مشارك في إطار إمكانيات القناة ومنهجيتها .
- المنسق ، المعد ، المخرج .. بتصرّف من القناة وبقناعتها .


معلوم أن الإنسان يبحث عن التكامل في أي شيء يقدمه وأن بعض الاجتهادات تخون أصحابها ، وعندما نعلم أنه ثمّة جهات متخصصة في مجال الإعلام سواء تقنيا أو فنيا أو تسويقيا أو فكريا ، فلماذا لا نبحث عن المعلومة والإفادة التي نحتاجها من تلك القنوات سواء كان ذلك مقابل مادة أو بتعاون بين الأطراف ، والهدف هو الرقي والسير في المسار الصحيح ، وإن كانت الغايات ربحية (ولا عيب في ذلك) فالربح سيتضاعف بهذا التطور الذي نتحدث عنه .

فشكرا لكل مفكر وكل مشارك في تنفيذ أي فكرة حديثة ، وسحقا للإحباط الذي ينتاب شعور العديد من العناصر و المتلقين جرّاء متابعتهم لبعض القنوات والبرامج (السبعاوية الفكر )

مشكوووووووووور اخي عمر